ظاهرة شغب الملاعب
إعداد / جمعية الكشافة – تحت إشراف / أ. محمد يسري
أصبحت ظاهرة العنف والشغب ظاهرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية , وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية ، ولكن الجديد هنا هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته , حيث أصبحت هذه الظاهرة تتعدى حدود الملاعب الرياضية , فالكثير من الجماهير الرياضية أخذت تتصرف بعد الفوز أو الخسارة بطريقة غير حضارية عن طريق الاعتداء على الآخرين وإلحاق الأذى والضرر بهم أو بممتلكاتهم .
وسنتحدث في هذا المقال عن ظاهرة شغب الملاعب وأسبابها وتقديم بعض الحلول المقترحة .
أسباب شغب الملاعب:
فهذه الجماهير قد تلجأ إلى التشجيع الغوغائي والهتافات غير التربوية وشتم وسب اللاعبين أحيانًا ومحاولة إثارة الجماهير ضد الجماهير المضادة لثقتهم الزائدة في الفرق التي يشجعونها وأن ناديهم هو أعظم نادٍ بينما باقي الأندية اقل مستوى .
2. اللاعبون في المباريات :
حيث أن تصرفاتهم في الملاعب من أهم العوامل المؤدية إلى الشغب الذي تقوم به الجماهير المتعصبة وأحيانًا يقومون بإشارات تدل على عدم الرضا بمستوى التحكيم أو مستوى اللعب ، كما أنهم يقومون أحيانًا بحركات لا أخلاقية أمام الجماهير أو يرفضون استلام الجوائز أو يعتدون على الحكم أمام الجماهير .
3. الحكام :
يعتبر الحكام بمثابة الشرارة التي تفجر المواقف في الملاعب كما أنهم أكثر العناصر تعرضًا للاعتداء من اللاعبين أو الجماهير، ويعتبرون كبش الفداء لفشل الفرق وعليهم تقع مسئولية الهزائم للفرق المتنافسة .
4. الإعلاميون الرياضيون :
لقد كان الإعلام الرياضي خير دعم وسند لتطور الرياضة التنافسية إلا انه في الآونة الأخيرة خرج قلة من رجال الإعلام عن رسالتهم الإعلامية السامية وأصبحوا يؤدون في بعض الأحيان إلى تكهرب الأجواء بين اللاعبين والجماهير بما يكتبون أو يعرضون بعنوانين بارزة في مقالاتهم .
5. المدربون :
باعتراضاتهم الدائمة على قرارات الحكام وإظهارهم عدم الرضا عن التحكيم ، وأحيانًا يتدخلون لسحب الفريق والتفوه ببعض الألفاظ أو الحركات التي تؤدى إلى شغب كبير في الملاعب وكثيرًا ما يتم طردهم أو إنذارهم أو توقيع الغرامات المالية عليهم .
6. السمات السلبية في الشخصية :
هذه السمات منتشرة هذه الأيام حيث يتم إلقاء اللوم في حالة الفشل على الآخرين تهربًا وعجزًا ، ويكون حكم المباراة هو كبش الفداء وأن اللوم عند الهزيمة يلقى على الآخرين ، فاللاعبون يلقون اللوم على الحكام والمدربون يلقون اللوم على اللاعبين ، والإداريون يحملون المدربين مسؤولية النتائج السيئة وأخيرًا فإن الجمهور يعبر عن الإحباطات في الحياة اليومية بصب جام الغضب على الحكام أو الجمهور المضاد وأحيانًا على المجتمع .
كيفية العلاج :
وفيما يلي تناول لبعض عناصر اللعبة ، وتوعيتهم بالشكل المناسب ليكونوا جزءًا من العلاج :
1) الجمهور الرياضي:
- يجب توفير القدر المناسب من الفصل بين الجماهير واللاعبين من ناحية وجماهير كل نادٍ ونادٍ آخر من ناحية أخرى .
- توفير عوامل الأمن والسلامة في داخل الملاعب .
- عدم طبع تذاكر أكثر من سعة الملاعب مهما كانت الظروف.
- ضمان سلامة انصراف الجماهير بعد المباراة وتوفير وسائل النقل المناسب لها من الملاعب إلى أماكن الانصراف الجماهيري العادية.
- ربط النشاط الرياضي المقام بالمحافظة على الروح الرياضية وسمعة الوطن داخليًا وعالميًّا بواسطة الإعلام وبوسائله المختلفة.
2) اللاعبون:
- الاستفادة بعلم النفس الرياضي كأفضل وسيلة لتنظيم الشحن المعنوي والذي قد يتعرض له اللاعب في المباراة أو قبلها.
- عدم اشتراك اللاعب المصاب جزئيًّا في المباريات حتى لا يلجأ إلى تعويض الإصابة بمظهر أخر من العنف او السلوك غير الرياضي .
- التأكيد على التزام اللاعبين بقرارات الحكام مهما كان وترك استرداد حق الفريق للإداريين والمسؤولين .
- حث اللاعبين على عدم استفزاز الجمهور المنافس حتى لا ينعكس ذلك على اللاعبين .
3) الحكام :
- صقل وتأهيل الحكام بكل ما هو جديد في مجال التحكيم .
- إعطاء دورات خاصة للحكام للتصرف في المواقف العدوانية التي يلجأ إليها اللاعبون والمدربون .
- عدم تصيد أخطاء اللاعبين أو التباطؤ في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب .
- قياس واختبار اللياقة البدنية لدى الحكام بصفة دورية وبما يضمن قيامهم بواجباتهم بنجاح .
4) الإداريون والمدربون :
- مشاركة الإداريين في المسؤولية عن المباراة وكذلك المدربين بالاجتماع معهم قبل المباريات وبحيث يشعر كل منهم بأهميته في نجاح المباراة وتحقيقها لأهدافها التربوية قبل تحقيق المكاسب غير التربوية.
- عدم قيام المدربين أو الإداريين بإدارة تصريحات استفزازية في الصحف قبل أو بعد المباراة حتى لو كان ذلك مطلبًا لزيادة الدخل في المباريات . حثهم على عدم شحن اللاعبين أو تحريضهم للعب غير النزيه عند الهزيمة.
وأخيرًا من المهم بمكان أن نعرف أنه ليس من المستحيل وضع آليات لضبط وعلاج ظاهرة الشغب والسلوك السلبي تلك أو حتى تعديلها وتقويمها خاصة إذا ما تضافرت كافة الجهود لمختلف الوسائط التربوية وعوامل الضبط الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية .
عرض الكل