لقاء مع أهل القرآن
أجرى المقابلة / أ. عبد الله عبد الهادي - منسق قسم القرآن الكريم والقراءات
الاسم : خالد حسين على عامر .
العمر : 47 سنة .
العمل : الدفاع المدني .
الحالة الاجتماعية : متزوج ولي ابن وابنتان .
هل كان حفظ القرآن الكريم هدفًا تسعون إلى تحقيقه في ابنكم أحمد ؟ ولماذا ؟
بالتأكيد نعم كان من ضمن أهدافنا أن يحفظ الابن أحمد كتاب الله – عز وجل - وذلك لأن القرآن الكريم يجمع لحافظه خيري الدنيا والآخرة ويقوده إلى مرضاة الله - سبحانه وتعالى- ، ولا شك أن رضا الله غاية كل إنسان ، وكما قيل :
رضا الناس غاية لا تدرك ، ورضا الله غاية لا تترك .
أخي أبو أحمد : متى كانت البداية ؟
بدأنا رحلة تحفيظ القرآن الكريم للابن أحمد منذ أن كان في الرابعة من عمره ، وذلك سعيًا منا في تحقيق هدفنا وحلمنا في أن يكون حافظًا لكتاب الله الكريم ، وكانت البداية من البيت ، ثم من خلال إشراكه في المدارس والمراكز والمعاهد التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم والتي من أهمها معهد الشيخ راشد بن سعيد الإسلامي .
أحمد : كيف كانت بدايتك مع القرآن الكريم ؟
كانت البداية شاقة وصعبة في بدايات حفظي للقرآن الكريم ، ولكن بمساعدة والديّ الكريمين ، واستخدام بعض الطرق وبعض وسائل التقنيات الحديثة استطعت تدريجيًّا أن أتجاوز تلك الصعوبات حتى أصبح – بحمد الله – لديّ القدرة والدافع الذاتي لأن أحفظ القرآن الكريم بيسر وسهولة .
أحمد : ما هي الطرق والوسائل التي تستخدمها في حفظ القرآن الكريم ؟
أقوم بالتهيئة للحفظ من خلال مراجعة بعض المحفوظات ، ثم أبدأ في حفظ المقرر اليومي الذي يكون غالبًا من صفحة إلى صفحتين يتم تقسيمها إلى مقاطع أحفظ المقطع الأول عن طريق التكرار ثم ربط الآيات ببعضها مستخدمًا في ذلك بعض الوسائل والتقنيات الحديثة مثل : ( القلم القارئ ) وسماع بعض التسجيلات لعدد من القراء مثل : الشيخ المنشاوي والشيخ الحذيفي وغيرهم من القرّاء .
أحمد : من هم المشايخ الذي حفظت القرآن الكريم على أيديهم ؟
المشايخ الذين حفظت القرآن على أيديهم هم :
الشيخ : محمد منصور وعلى يديه كانت البداية ، ثم الشيخ : ضاحي في مراكز الشيخ مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم ، والشيخ : محمد عبد الهادي في معهد الشيخ راشد بن سعيد الإسلامي .
أحمد : هل كانت لك مشاركات في مجالات القرآن الكريم ؟
نعم ، فقد كانت مشاركتي الأولى في الصف الخامس الابتدائي من خلال مسابقة الدفاع المدني والتي حصلت فيها على المركز الأول ، ثم انطلقت بعد ذلك للمشاركة في مسابقات واحتفالات عديدة أذكر منها :
مسابقة الشيخة هند .
ومسابقة مراكز الشيخ مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم .
وكذلك المشاركة في بعض مناسبات هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي .
ومعرض دوفات التابع لهيئة الصحة بدبي .
أخي أبو أحمد : كيف تشجع أولادك على حفظ القرآن الكريم ؟
يختلف التشجيع من فترة لأخرى فتارة أشجعه عن طريق التسابق والتحدي معه على ختم القرآن الكريم وهذا غالبًا ما يكون في رمضان ، وتارة بالتوجيه والحث على اغتنام الأوقات ، وتارة بالتذكير بما أنعم الله به علينا من النعم ، والمقارنة مع من يجدون صعوبة في النطق الصحيح لعدم معرفتهم باللغة العربية ومع ذلك هم يجتهدون في حفظ القرآن الكريم ، بينما نحن قد أكرمنا الله بلسان عربي نستطيع أن نستفيد منه في تيسير حفظ كتاب الله الكريم قال الله – تعالى- : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر " .
أخي أبو أحمد : كيف تتابع ابنك في حفظ القرآن الكريم ؟
في الحقيقة كان للمشايخ الدور الكبير في متابعة وتحبيب الابن أحمد في حفظ القرآن الكريم وأخص منهم بالذكر محفّظ القرآن الكريم بالمعهد الشيخ محمد عبد الهادي محمد فقد بذل جهدًا مع الابن أحمد حتى وصل إلى ما وصل إليه في حفظ كتاب الله الكريم ، أما بالنسبة لي فأنا أقوم بمتابعته على فترات للتعرف على مقدار حفظه والمستوى الذي وصل إليه .
أخي أبو أحمد : هل لمستم أثرًا للقرآن الكريم في حياة ابنكم أحمد ؟
نعم . نحن نلمس أثرًا كبيرًا للقرآن الكريم في تقويم لسان الابن أحمد ، وكذلك في سلوكه وأخلاقه ، ونحن نوصيه دائمًا بالاستزادة من ذلك ونحثّه على التمسك بأخلاق القرآن ، والمحافظة على الطاعات ، حتى يكون أهلًا لأن يصطفيه الله من بين عباده بالحفظ والعلم ، وأن ينعم عليه بخيري الدنيا والآخرة ، فيتحقق فيه قول الله - سبحانه وتعالى - : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) كما أننا نأمره دائمًا باجتناب المعاصي والبعد عن المحرمات لأنها – والعياذ بالله – تكون سببًا في بعد الإنسان عن ربه ، والتأثير على قدراته وحفظه ، يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
فحفظ القرآن الكريم يكتبه الله لمن يصطفيهم من عباده ، وكذلك الفقه في الدين ، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) .
أخي أبو أحمد : هل كان حفظ أحمد للقرآن الكريم محفزًا للأهل والأقارب على تحفيظ أولادهم كتاب الله ؟
نعم ، فالكثير منهم يودون أن يصبح أولادهم مثل أحمد في حفظ القرآن الكريم ، وكذلك في السلوك والأخلاق الحسنة .
أخي أبو أحمد : ما الذي تتمنى أن يحققه أحمد ؟
أن يكون إمامًا في الحرمين ، وأن يكون عالمًا بالدين حتى يستفيد الناس من علمه ويكسب بذلك أجر الدنيا والآخرة ، كما أن معلم الناس الخير يكتب له أجر من انتفع بعلمه إلى يوم القيامة .
أحمد : هل يؤثر حفظك للقرآن الكريم على دراستك ؟ وكيف توفّق بينهما ؟
في الحقيقة حفظي للقرآن الكريم يعتبر مساعدًا لي على تهيئة وتنشيط ذهني لمذاكرة دروسي ، حتى أنني قبل البدء في المذاكرة أقوم بقراءة سورة من القرآن الكريم لتكون عونًا لي على تسهيل عملية الحفظ والمذاكرة وهذا ما ألمسه – بحمد الله - ، أما بالنسبة للتوفيق بين الدراسة وحفظ القرآن الكريم فلاشك أن ترتيب الأوقات له أهمية كبرى في التوفيق بينهما .
أحمد : ما هي أفضل الأوقات للحفظ بالنسبة لك ؟
بعد الفجر ، فكثيرًا ما يحثني والدي على ذلك ويقول : البركة في البكور، وكذلك من بين الأوقات المفضلة بالنسبة لي بعد العصر أثناء تدارس القرآن الكريم في حلقات التحفيظ .
عرض الكل