الإنسان والفنون
إعداد / جمعية الفنون الجميلة - تحت إشراف / أ. أحمد منتصر
لقد ارتبط الفن بحياة الإنسان ارتباطًا وثيقًا، ولا أصدق على ما نقول من تلك الرسومات الرائعة التي تركها الإنسان على جدران الكهوف التي كان يسكنها ، ولم ينقطع الفن في أي مرحلة من مراحل التاريخ بل وجدناه يعكس التطور المعيشي والأحداث التي كان يعيشها الإنسان ، فلولا الفن لما كانت لنا كل هذه النوافذ التي نطل من خلالها على تفاصيل حياة أسلافنا ، فقد عرفنا أساليب حياتهم ، وتعاملهم مع واقعهم إيجابًا أو سلبًا ، واستفدنا من ذلك كله .
فلولا الفن لما كان بوسعنا أن نصيخ السمع إلى أصحاب المعلقات الشعرية وهم يتغنون بها في مربد البصرة أو سوق عكاظ وغيرها من المنتديات الأدبية في ذلك الزمان ، ولما كان بوسعنا أن ننظر إلى حياتهم وكأننا معهم ، نشاركهم أفراحهم ونواسيهم في أتراحهم ، الفن هو الرابط الوثيق بين الماضي والحاضر ، هل كنت - لولا الفن - تعرف من هم الفراعنة ؟ وكيف كانوا ؟ وهل بوسعك أن تحفر تأريخك على الحجر كما فعلوا ؟ هل كنت - لولا الفن – تعرف شيئًا عن حضارة وادي الرافدين ؟ هل كان بوسعك مهما سرح بك الخيال أن تتصور حمورابي وهو يتلقى التعاليم من إله الشمس ؟ هل كان بوسعك أن تتصور تفاصيل حياتهم : عظيمها وصغيرها ؟ كم أنت مدين للفن أيها الإنسان ! فالفن أجنحتك التي تحلق بها في عالمك الزمني ماضيًا ؛ لتستشف من خلاله المستقبل ، الفن هو تصوير الحياة التي تشبه الفقاعة إن لم تصورها انفجرت .
الفن سحر قصيدة أو لوحة ....... أو نغمة تشدو بها الألحانُ
الفن أنت ، ودون فن ربما ...... ما كان شيء اسمه الإنسانُ
هل كنت لولا الفن إلا لحظة ...... مرت ولم يمسك بها فنانُ
دون حياتك لست غير حكاية ...... إن لم تدون لفها النسيانُ
عرض الكل